في زمن ما..في ذلك الوقت..وتلك الدقيقة..والثانية..حضرت قصة عصفورين اهتز كل ما هو حلو في الحياة لهما..كانت آخر دقيقة في هذا الحب..أحبا بعض..بجنون..لدرجة التحاما اجسادهما ..وصارا شخصا واحدا..في تلك اللحظة..كانت لحظة الوداع..كان لا يزال يفكر فيها..بالرغم من جروح سكرات الموت..اخذته باحضانها..وضمته الى صدرها..ولمست يداها خدها ..بكت بحرقة..ونزلت العبرات من مقلتيها..كجمر حارق..يحفر أخاديد على وجنتيها..
رفع راسها بكل ما لديه من قوة...وهو يحاول ان يمسح الدموع من عينيها
يا الله..يا له من شعور..يا له من كيان محروق..وحياة مغتصبة..امام عيناي...توالت لحظات..لا تحكى...ولا توصف..حينئذ..قالت العصفورة باسى...:لا تتركني..لا حياة لي من دونك..لن يحلى لي العيش بدون وجودك..لي اردت ان تعيش..لحظتها...بدأت صورتها تغيب عن عينيه..وتعود مرة ثانية..قال بصوت مجروح..:لا تنسي حبيبتي ..ايامي معك..وضعت يداها
على شفتيه قليل
أنا اعيش باحساسي بوجودك..ودفيء حنانك..الا تتذكر انك وعدتني ان نرحل سويا..ايئست من الانتظار؟؟ام مللت ام مللت من رحيق شفتاى أم تريد الرحيل ..كي لا ترى دموع عيناي؟؟تكلم....قل انك سرقت ايامي...قبل ان تقرر الرحيل عن دربي لكن....مات الحب في تلك الثانية..ومات معه الامل..ماتت حياة بعد نضال طويل مع المعاناة..في فراش الذكريات..ساد سواد الموت..في المكان....وفجأة..صرخت بصوت قوي...وانا كذلك..لم يبق لي سوى دقائق خمس.
وتغرب الشمس عن سماء حبنا..تستحيل اجمل ايام حياتي برواية تتكلم عن مآساتي التي كانت لي فيها دور البطولة..وبيده هو مفاتيح الرجولة..مفاتيح درب طويل من كفاح وعشق..مفاتيح قلبي وروحي...وكياني..يا ليت القضاء كان ما كان
ويا ليت دموع الذنب تمنحني الغفران...تكلمي يا أرض اللقاء...أعدل..هذا القضاء...؟؟